فدعا بجاريةٍ اسمها ضَعْف، فتطيّرت مِن اسمها. ثمّ غَنَّتْ بشِعر النّابغة الْجَعْديّ:

كُلَيْبٌ لَعَمْري كَانَ أكثَرَ ناصرًا ... وأيْسَرَ ذَنبًا منك ضُرّج بالدَّم

[1] فتطيّر مِن ذَلِكَ، وقال: غنّي غيرَ هذا، فغنّت:

أبكَى فِراقُهُمُ عينيِ فأرّقها [2] ... إنّ التفرُّقَ للأحباب بَكّاءُ

ما زال يعدو عليهم رَيْبُ دهرهُم ... حتى تفانَوْا وريْبُ الدَّهْر عَدَّاءُ

فاليوم أبكيهم جهدي وأندبهم ... حتى أءوب وما في مُقلتي ماءُ

[3] فقال لها: لعنكِ الله، أما تعرفين غير هذا؟ فقالت: ظننتُ أنّك تحبّ هذا! ثمّ غنّت:

أما وَرَبّ السُّكُون والحَرَكِ ... إنّ المنايا كثيرةُ الشَّركِ

ما اختلف اللَّيْلُ والنهار ولا ... وارت نجومُ السماء في الفلكِ [4]

إلا لنقل السلطان عَنْ ملْكٍ ... قد زال سلطانه الى ملك [5]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015