قوم في السّرّ مِن العباسيّين [1] .

إقبال الأمين على اللهو والشرب وسوء حال أهل بغداد

ولما كانت وقعة يوم قصر صالح أقبل محمد عَلَى اللهو والشرب، ووكّل الأمر إلى محمد بْن عيسى بْن نَهيك وإلى الهِرْش. فأقبل أصحاب الهِرْش يؤذون الرعيّة وينهبونهم، فلجأ خلْق ولاذوا إلى طاهر، فرأوا مِن أصحابه الأمن والخير. وبقي الناس في بغداد بأسوأ حال، وطال الأمر [2] .

ولبعضهم:

بكيت دما على [3] بغداد لمّا ... فقدت غضارة العيش الأنيقِ

أصابتها [4] مِن الحسّاد عينٌ ... فأفْنَتْ أهلَها بالمنجنيق

وهي طويلة [5] .

قتال الغوغاء والعيّارين والحرافيش عَنِ الأمين وما قِيلَ فيهم

وبقي يقاتل عَنِ الأمين غوغاء بغداد والعيّارون والحرافشة وأنكوا في أصحاب طاهر. وكانوا يقاتلون بلا سلاح، فقال بعض الشعراء:

خرّجت هذه الحروب رجالا ... لا لقحطانها ولا لنزارِ [6]

مَعْشَرًا في جواشن الصوف يَغْدون ... إلى الحرب كالأُسود [7] الضَّواري

وعليهم مغافر الخوص تجزى ... هم عن البيض والتّراس البواري [8]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015