قد عوَّد الطَّيْرَ عاداتٍ وثِقْنَ بها ... فهنَّ يتْبَعْنَه في كلّ مُرْتَحَلِ [1] .
يعني وقائعة، وأنّ الطَّير تفترس أشلاء القتلَى.
قال: فأمر يزيد حاجبه أن يبيع ضيعةً له، ويعطي الشاعر خمسين ألفًا.
فبلغ ذلك الرشيد، فأرسل إليه بمال عظيم. وقال: زده خمسين ألفًا [2] .
وقيل إنّ سَلْمًا الخاسر هجاه فقال:
فليت الأميرَ أبا خالد ... يزيد، يزيد كما ينتقصُ [3] .
فحلف ليقتُلُنَّه، فمدحه بقوله:
إنّ للَّه في البريّة سَيْفَين ... يزيدًا وخالدَ بنَ الوليد
ذاك سيف الرسول [4] في سالف الدَّهر ... وهذا سيف الإمام الرشيدِ [5] .
قال خليفة [6] : مات يزيد سنة خمسٍ وثمانين ومائة.
وله ابنان، أحدهما خالد ممدوح أبي تمّام الطائي، والآخر محمد أحد الأجواد.
ومن «كامل» المبرِّد [7] : أنّ يزيد بن مزيد نظر إلى لحيةٍ عظيمة مخضوبة، فقال لصاحبها:
أما أنّك من لحيتك في مئونة. فقال: أجل، ولذلك أقول:
لها درهمُ للدهنِ في كلّ ليلة [8] ... وآخر للحنّاء يبتدران