وبيعت الكتب وأجزاء الحديث بالهوان، ولم يتورع أحد عن شرائها إلا القليل، وكشطت وقفّيتها وغسل بعضها للورقة، وعُدِم شيء كثير من أصول المحدثين وسماعاتهم [1] . وغلت الأسعار، ووصل القمح إلى ثلاثمائة درهم [2] ، وبيع الزّبيب أوقيتين ونصف بدرهم، ورطل اللّحم بتسعة دراهم، وأوقية الْجُبن بقريب درهم إلى نحو ذَلِكَ [3] .
وبقي قبجق يعمل السَّلْطَنَة ويركب بالشاويشية والعُصابة، ويجتمع له نحو مائة فارس. وأمرّ جماعة. ورأيناهم لابسي الشرابيش [4] . وولي ولاية البلد أستاذ داره علاء الدِّين وجعله أميرا [5] . وجهز نحو ألفٍ من التَّتَار إلى جهة خِرْبة اللّصوص [6] ، وولى شمس الدين ابن الصفيّ السّنْجاريّ حسْبة البلد، وركب بخلعةٍ بطرحة [7] . وفُتحت أبواب المدينة سوى الأبواب التي حول القلعة [8] .