ولزِم النّاس بيوتهم، وخافوا من إلزام التَّتَار لهم بطمّ خندق القلعة وغير ذَلِكَ [1] .
وفي ثاني جمادى الأولى كان قد تبقى بدير المقادسة بعض الشَّيء وبعض الحريم والرجال والقاضي الحنبليّ، فجاءته فرقة من التتر وحرّروه نَهْبًا وسبْيًا، وأسروا القاضي وأخذوه عريا مكشوف الرأس، وعملوا فِي رقبته حبلا [2] . ثُمَّ هرب أهل الدَّير ودخلوا البلد مَضْرُوبينَ مَسْلوبين، مَنْ يراهم يَبكي أكثر من بُكائهم. ثُمَّ أدخل القاضي تقيّ الدِّين البلد وقد أُسِرَتْ بَنَاته وخلقٌ من أقاربه، ورأى الأهوال. ولعل اللَّه قد رحمه بذلك [3] .
ولمّا رَأَى القلعيون حِصار التَّتَار لهم أطلقوا النّار فِي دار الحديث الأشرفية وما جاورها، والعادلية، ودار المَلِك الكامل ودار بكتوت العلائيّ، وغالب ما حول القلعة. وسلِمت الدّماغية، والعماديّة، والقَيْمازيّة. وبقي الجامع ملان بالغرباء والمساكين والفلاحين كأنه تحت القلعة [4] .
وقيل إنه أُسِر من الصّالحية نحو أربعة آلاف [5] ، ومن باقي الضياع والقدس إلى نابلس إلى البقاع شيء كثير لا يعلمه إلا الله.