وهذا الشعر من ألطف ما دقّق بِهِ الاتحاد، وقد ورّى بالراح عَنْ معبوده.

وله قصيدة هِيّ أصرح في مذهبه من الثانية، وهي:

وقفنا عَلَى المُغْني قديما فما أغنى ... ولا دلّت الألفاظُ فِيهِ عَلَى المعنى [1]

وكم فِيهِ أمسينا وبتنا برَبعِه ... زمانا [2] وأصبحنا حيارى كما بتنا

ثملنا ومِلْنا والدّموع مدامنا ... ولولا التّصابي ما ثملنا ولا مِلْنا

ولم نر للغيد الحسان بِهِ [3] سنا ... وهم من بدور التّم فِي حُسنها أسنى

نُسائل بإنات الحمى عَنْ قدودهم ... ولا سيما فِي لينها البان الغنا

ونلثم منه التُرب أنْ قد مشت بِهِ [4] ... سُليمى ولُبنى لا سُليما ولا لبنا

فوا أسفي [5] فِيهِ عَلَى يوسف الحمى ... ويعقوبه تبيضُّ أعينُه حُزنا

ننادي بناديهم [6] ونُصغي إلى الصَّدى ... فيسألنا عنّا [7] بمثل الَّذِي قُلْنَا [8]

أقمنا نُجود الأرض بالأدمُع التي ... لَوَ أنّ السّحاب الجود يملكها طفنا

فلما رأينا أنّنا لا نراهم ... رأيناهم فِي القرب أدنى لنا منّا

ولكنّهم لا يتركونا نزاهم ... إلى أنْ محونا ثمّ كانوا وما كنّا

فراحوا كما كانوا ولا عين عندهم ... تراهم وأنّى يشهد الفرد من مثنّى

وأشرقت الدّنيا بهم وتزيّنت ... بزينة ما أبدوا عليها من المعنى

وآنس منهم كلّ ما كَانَ موحشا ... وعاش هنيّا من بها كَانَ لا يهنأ

ومن ناولته الكأس معشوقة [9] الحِمَى ... يرى شرها [10] أن يشرب الخمر والدِّنا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015