وكان كثيرٌ ممّن يقدم إلى بعْلَبكّ يدخل عَلَيْهِ البُرج لرؤيته ومشاهدته وسماع كلامه. فيتكلَّم تارة بالعجميّ، وتارة بالزّنجيّ، وبغير ذَلِكَ وتظهر منه أنواع من الاختلال.
والّذي ظهر لي من أمره أنّه كَانَ يميل إلى مذهب الإسماعيليّة، فإنّه سافر فِي شبابه إلى حصونهم، واجتمع بجماعةٍ من أكابرهم.
قلتُ: كَانَ ضالّا بلا شكّ. يتكلّم بكُفْريات، وإذا سَأَلَ من يخدمه عَنْ أمرٍ، قَالَ: أنت أعلى [1] وأعلم.
وكان إذا ذكروا ابنه يَقُولُ: السرّ بهاشم.
502- عَبْد الرَّحْمَن بْن يوسف [2] بْن مُحَمَّد بْن نصر بْن أَبِي القاسم بْن عَبْد الرَّحْمَن.
المفتي، القُدوة، فخر الدّين، أَبُو مُحَمَّد البَعلَبَكّيّ، الحنبليّ.
وُلِد سنة إحدى عشرة ببعْلَبَكّ.
وسمع من: أبي المجد القزويني، والبهاء عبد الرحمن، وابن الزُّبيْديّ، وابن اللّتّيّ، والفخر الإربلّيّ، والنّاصح ابن الحنبليّ، ومُكَرَّم بْن أَبِي الصَّقر، وجماعة.