الدّين إمام الكلّاسة نائب شمس الدّين الأيكي فِي تدريسها. ثمّ وليها الأيكي، وناب عَنْهُ فِي تدريسها جمال الدّين الباجريقيّ.
وفي صفر جاءت زوبعة عظيمة بالغَسُولة [1] إلى عيون القصب، فأتلفت أشياء كثيرة للجُنْد المجرَّدين مَعَ بكتوت العلائيّ، بحيث إنّها حملت خرْجًا ملآن نعال خيل [2] .
وفيها نازلت الفرنج جزيرة مُيُورْقَة، وحاصروها مدّة، ورأس أهلها الحَكَم بْن سَعِيد بْن الحَكَم الَّذِي ذكرنا ترجمة أبِيهِ فِي سنة ثمانين. ثمّ سلّموها صلحا، عَلَى أن يُعطوا عن كلّ آدميٍّ بها سبعة دنانير [3] ، فعجزوا وبقي أكثرهم فِي الأسر. وأمّا الّذين خلّصوا فأعطتهم الفرنج مركبين، فجاءوا مَعَ الحَكَم إلى المَرِيّة ثمّ إلى سَبْتة، فبالغ صاحبها فِي لم شعثهم، وأكثر من الإحسان إليهم.