الملك الظّاهر إليه رُسُله وهديّه، فحضروا بين يديه وامرأة أَبِيهِ ألْجي خاتون على شماله على التّخت فِي خِرْكاه [1] .
قَالَ ابن عَبْد الظّاهر فِي السّيرة: وصفته أنّه شابّ- قَالَ هَذَا فِي سنة سبعين.
قَالَ: وهو أسمر أكحل، رَبْع القامة، جهوريّ الصّوت، فِيهِ بحّة يسيرة، عليه قُباء نفطيّ روميّ، وسراقوج بنفسجيّ. وزوجة أَبِيهِ قد تزَّوج بها وهي كهلة.
قال لنا الظّهير الكازرونيّ: مات أباقا بهَمَدَان فِي العشرين من ذي الحجّة، فكانت أيّامه سبْعٍ عشرة سنة وثمانية أشهر.
501- أزدمر [2] .
الأمير، الحاجّ عزّ الدّين الْجَمْدار، الشهيد.
كان من أعيان الأمراء، وعنده فضيلة ومعرفة ومكارم كثيرة.
ولمّا قام فِي المُلْك سُنْقر الأشقر بدمشق قام معه واختصّ به، فجعله نائب سلطنته، ثُمَّ تحوّل معه إِلَى صهيون وغيرها. ونزل بقلعة شَيْزَر فِي جهة سُنْقر الأشقر.
وكانت نفسه تحدّثه بأمورٍ قصّر عَنْهَا الأجل. وجاءته سعادة لم تكن فِي حسابه، فحضر المَصَافّ فِي رجب، وأبلى [3] بلاء حسنا، وصدق الله فاستشهد مقبِلًا غير مُدبر، وقد قارب ستّين سنة، رحمه الله تعالى.