فِي شهر جُمَادَى الآخرة نزلت التّتار على الْبِيرة فِي ثلاثين ألفا، وأكثرهم من عسكر الرّوم وماردين، فَبيّتهم أَهْل الْبِيرة، وأحرقوا المجانيق، ونهبوا وعادوا، فجدّ التَّتار فِي الحصار، والقلعة، بحمد الله، عاصية، ثُمَّ رحلوا عَنْهَا، وسلّم الله، وله الحمد. وأقاموا عليها تسعة أيّام. ولمّا بلغ السّلطان ذلك أنفق فِي الجيش ستّمائة ألف دينار وأكثر، وسار، فبلغه وهو بالقطيفة [1] رحيل التّتار، فوصل إِلَى حمص، ورجع إِلَى القاهرة [2] .
ولمّا رحلت التّتار اتّفقوا مع البَرَوَاناه على مُنابذة مَلكهم أَبْغَا، فحلف البَرَوَاناه، والأمير حسام الدين بيجار [3] ، وولده بهاءُ الدّين، وشَرَفُ الدّين مَسْعُود الخطير، وأخوه [4] ضياء الدّين [5] ، والأمير ميكال [6] ، على أن يكونوا