العون عَلَى اتّباع صراط المستقيم، وأن يَكْتُبَ الْإِيمَانَ فِي قُلُوبِنَا، وَأَنْ يُؤَيِّدَنَا بِرُوحٍ منه، ولا حول ولا قوّة إلا باللَّه.
وقد يجيء الجاهل فيقول: اسكُت لَا تتكلّم فِي أولياء الله. ولم يشعر أَنَّهُ هُوَ الَّذِي تكلّم فِي أولياء الله وأهانهم، إذ أدخل فيهم هَؤلَاءِ الأوباش المجانين أولياء الشّياطين، قَالَ الله تعالى: وَإِنَّ الشَّياطِينَ لَيُوحُونَ إِلى أَوْلِيائِهِمْ لِيُجادِلُوكُمْ 6: 121 [1] ثمّ قال: وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ 6: 121 [2] وَمَا اتّبع النّاس الأسود العَنْسي [3] ومسيلمة الكذّاب [4] إلّا لإخبارهما بالمغيّبات، ولا عُبِدت الأوثان إلّا لذلك، ولا ارتبط خلق بالمنجّمين [5] إلا لشيء من ذَلِكَ، مَعَ أنّ تسعة أعشار ما يحكى من كذِب النّاقلين. وبعض الفضلاء تراه يخضع للمولّهين والفقراء النّصّابين لما يرى منهم. وَمَا يأتي بِهِ هَؤلَاءِ يأتي بمثله الرّهبان، فلهم كشوفات وعجائب، ومع هذا فهم ضلّال من عَبَدة الصّلبان، فأين يُذْهب بك؟! ثبّتنا الله بالقول الثّابت فِي الحياة الدّنيا وفي الآخرة، وإيّاك.
410- أبو بَكْر بْن المُلْك الأشرف [6] أبي الفتح محمد بْن السُّلطان الكبير صلاح الدين يوسف.
وُلِد بمصر فِي سنة سبعٍ وتسعين، ونشأ بحلب، وسمع بها من: عُمَر بْن طَبَرْزَد، وحنبل.
ودخل بغداد فِي أيّام المستنصريّة، وسمع بها من أصحاب أبي بَكْر بن الزاغوني، وأبي الوقت السجزي.