وقال القُوصي: قدِمتُ مصرَ بعد موت الشّاطبيّ بأشهُر، فلم أسمع من القاضي الفاضل غير بيتين. وسمعت من إِسْمَاعِيل بن صالح بن ياسين مقطّعات، ومن أَبِي عَبْد الله الأرتاحيّ، وغيرهما.

وسمع بالمريّة من الفقيه عليّ بن خَلَف بن معزوز التلِمساني.

وسمع بقوص سنة تسع وثمانين من الحافظ ابن المفضّل لمّا حجّ.

وسمع بدمشق من الخُشُوعي فأكثر، ومن: القاسم بن عساكر، والعماد الكاتب، وأحمد بن جيّوش الغَنَوي، وأحمد بن ترمش، وأحمد بن الزّنف، وأبي جَعْفَر القُرْطُبيّ، وأسماء بِنْت الرّان، وأختها آمنة، وابنها القاضي محيي الدّين مُحَمَّد بن الزّكيّ، وعبد اللّطيف ابن أَبِي سعد، ومحمود بن أسد، ومنصور بن عليّ الطّبريّ، وعبد الملك بن ياسين الدّولعيّ، وحنبل، وابن طَبَرْزَد، ومحمد بن سيدهم الهرّاس، ومحمد بن الخصيب، وخلق كثير.

وعُني بالرّواية، وأكثَرَ من المسموعات. وخرّج لنفسه «معجما» هائلا فِي أربع [1] مجلّدات ضِخام ما قصّر فِيهِ، وفيه غلط كثير مع ذلك وأوهام وعجائب [2] .

وكان فقيها فاضلا، مدرّسا، أديبا، إخباريا، حفظة للأشعار، فصيحا مفوّها [3] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015