فيما أنموذج لِما أخبر الله تعالى: إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ كَأَنَّهُ جِمالَتٌ [1] صُفْرٌ 77: 32- 33 [2] . وقد أكلت الأرض. ولها الآن شهر وهي فِي زيادة، وقد عادت إلى الحرار فِي قُرَيْظة طريق الحاجّ إلى بُحيرة العراقيّ كلّها نيران تشتعل نبصرها فِي اللّيل من المدينة كأنّها مشاعل، وأمّا أمّ النّيران الكبيرة فهي جبال نيران حمر، وما أقدر أصف هذه النّار.
ومن كتاب آخر: ظهر فِي شرقيّ المدينة نارٌ عظيمة بينها وبين المدينة نصف يوم انفجرت من الأرض، وسال منها وادٍ من نار حتّى حاذت جبل أحُد، ثمّ وقفت. ولا ندري ماذا نفعل. ووقت ظهورها دخل أهلُ المدينة إلى نبيّهم صلى الله عليه وآله وسلم مستغفرين تائبين إلى ربّهم.
ومن كتاب آخر: في أوّل جُمادى الآخرة ظهر بالمدينة صوت كالرّعد البعيد، فبقي يومين، وفي ثالث الشّهر تعقّبه زلزال فتقيم ثلاثة أيّام، وقع فِي اليوم واللّيلة أربع عشرة زلزلة. فلمّا كان يوم خامسه انبجست الأرض من الحَرَّة بنارٍ عظيمة يكون قدرها مثل مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهي برأي العين من المدينة تُشاهد، وهي ترمي بشَرَرٍ كالقصْر. وهي بموضعٍ يقال له أخلين أو أخلبين.
وقد سال من هذه النّار وادٍ يكون مِقداره أربعة فراسخ، وعرضه أربعة أميال، وعُمقة قامةٌ ونصف، وهو يجري على وجه الأرض وتخرج منه مِهاد وجبال صغار، ويسير على وجه الأرض، وهو صخر يذوب حتّى يبقى مثل الأتل، فإذا أَخمَد صار أسود، وقبل الخمود لونه أحمر.
وقد حصل إقلاع عن المعاصي وتقرّب بالطّاعات. وخرج أمير المدينة عن مظالم كثيرة [3] .
ومن كتاب قاضي المدينة سِنان الحسينيّ [4] يقول في التّاريخ: «لقد والله