سنة ثمان وأربعين وستمائة

[موقعة المنصورة]

استهلّت والفرنج عَلَى المنصورة [1] والجيش المصريّ بإزائهم، وقد ضعُف حال الفرنج لانقطاع الميرة عَنْهُمْ، ووقع فِي خيلهم مرض وموت، وعَزَم ملكهم الفرنسيس [2] عَلَى أن يركب فِي أوّل اللّيل ويسير إلى دِمياط، فعلم المسلمون بذلك. وكان الفرنج قد عملوا جسرا عظيما من الصَّنَوبر عَلَى النّيل، فسَهَوا عَن قطْعه، فعبر منه المسلمون فِي اللّيل إلى برّهم، وخيامهم على حالها وثقلهم، فبدءوا فِي المسير، وأحدق المسلمون بهم يتخطّفونهم طول اللّيل قتلا وأسرا، فالتجئوا إلى قريةٍ تُسمّى مُنْية أَبِي عَبْد اللَّه [3] وتحصّنوا بها. ودار المسلمون

طور بواسطة نورين ميديا © 2015