وقد كَانَ فِي الآخر يطلبُ عَلَى السماع أجْرًا، ويُصَرِّحُ بِهِ. فسمِعَ عَلَيْهِ جماعةٌ كتاب «الدّارِميّ» وكتاب «ذمِّ الكلامِ» وعند إنهائه قَالُوا: قد بَقِيَ منه شيء إلى غدٍ أو نعطيك شيئا؟ ثمّ لم يعودوا إِلَيْهِ، فكان يشتمهم وينالُ منهم.
قلت: ماتَ فِي أول ربيع الأوّل.
24- سعيدُ بْن أَبِي المظفَّر [1] ، البَنْدَنيجيُّ.
عُرِفَ بابن عُفَيْجة.
سَمِعَ من عَبْد الحقِّ.
ومات فِي جُمَادَى الأولى.
25- سُلَيْمَانُ بْن مظفَّر [2] بْن غنائم.
الإمامُ رضيُّ الدّين، أَبُو دَاوُد، الجيليُّ، الشّافعيُّ.
تفقَّه ببغداد بالنظاميّة، ودرَّسَ، وأفتى، وصنَّف، وبَرَعَ فِي المذهب.
وحدَّث بالإجازة عن الْإمَام النّاصر لدين اللَّه.
وتفقَّه عَلَيْهِ جماعةٌ كثيرة، ونُدِبَ إلى مشيخة الرباط الكبير فامتنع. وطُلِبَ للقضاء فامتنع.
قَالَ القاضي شمس الدّين ابن خلِّكان [3] : كَانَ من أكابر فُضلاءِ عصره.
وصنَّف كتابا فِي الفقه يدخل فِي خمس عشرة مجلّدة. وعرضت عليه المناصب،