أَبُو الْعَبَّاس، الحَرْبيُّ، المعروفُ بابنِ عمَّارة.
سَمِعَ من: عُمَر بْن بُنَيْمان المُسْتَعمل، وعَبْد المُغيث بن زهير.
وحدّث.
وللفخر ابن عساكر، ولمحمد بن يوسف الإربليّ، ومحمد ابن الشيرازيّ، منه إجازةٌ.
وتُوُفّي فِي المحرَّم.
وعمَّارة: بالتّشديد، قيَّدهُ المنذريُّ.
4- أَحْمَد بْن عَبْد السيّد [1] بْن شَعْبان بْن مُحَمَّد بْن جَابرِ بْن قَحْطان.
الأمير الكبير، صلاح الدّين الإرْبِليُّ.
وُلِدَ ونَشَأَ بإرْبِل، وقَدِمَ مصر. وكان حاجبَ الملك المظفّر الدّين صاحب إرْبِل، فتغيَّر عَلَيْهِ، وسجَنَه مدّة، ثمّ أطلقَه، فقصد الشام صُحْبة الملك القاهر أيّوب ابن العادل. فخدم الملك المغيث محمود ابن العادل. فلما تُوُفّي المغيثُ، دخَلَ مصر، وخدم السلطان الملك العادل، وعظم عنده، وأحبّه.
وكان فقيها، عالما، أديبا، شاعرا مجوّدا، ظريفا، فصيحا. ثمّ إنَّ الكامل تغيَّر عَلَيْهِ وحبسَهُ سنة ثمان عشرة، فبقي فِي الحبس خمس سنين، وعَمِلَ:
ما أمرُ تجنِّيك عَلَى الصَّبِّ خَفِي ... أفنيتُ زَماني بالأسَى والأسَف
ماذا غضبٌ بقدرِ ذَنْبي فلَقَد ... بالغتَ وما أردت إلّا تلفي [2]
ثمّ أوصلهما لبعض القِيان، فغَّنت بِهِ للملك الكامل فأعجبه وقال: لِمَنْ هذا؟ قِيلَ: للصلاح الإرْبِليّ. فأطْلَقَه، وعاد إلى منزلته.