أحسنَ ترتيب. وفي بعض الأيّام اتّفق حضورُ أمير المؤمنين عندهما لينظر، فسلَّم عَلَيْهِ عَبْد العزيز وتلا قوله تعالى: تَبارَكَ الَّذِي إِنْ شاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِنْ ذلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً 25: 10 [1] فخشع المستنصرُ باللَّه أمير المؤمنين، وردَّ عَلَيْهِ السَّلام، وكلَّمه، وجَبَرَ قلبهُ. وشُرِطَ لكلّ مدرسٍ أربعةُ معيدين، واثنان وستّون فقيها، وأن يكون بالدّار المتّصلة بالمدرسة [2] ثلاثون يتيما يتلَّقنون [3] .

[وقفيّة المستنصريّة]

قلتُ [4] : رَأَيْت نُسخة كتاب وَقفَها فِي خمسة كراريس، والوَقف عليها عدّة رباع وحوانيتُ ببغداد، وعدّة قرى كبار وصغار ما قيمته تسعمائة ألف دينار فيما يُخال إليّ، ولا أعلمُ وقْفًا فِي الدُّنيا يقاربُ وقفها أصلا سوى أوقاف جامع دمشق، وقد يكون وقفُها أوسع.

فمِنْ وقفها بمعاملة دُجَيل: قصُر سُمَيْكة [5] ، وهي ثلاثة آلاف وسبعمائة جريب، والْجَمَد [6] وضياعه كلّها، ومساحتُه ستّة آلاف وأربعمائة جريب، والأجَمة [7] كلّها، وهي خمسة آلاف جريب وخمسون، ومن نهر المَلِك بَرَفْطا [8] كلّها، وهي خمسة آلاف وخمسمائة جريب، وناحية البدو، وهي ثلاثة آلاف وتسعمائة وتسعون جريبا، وقوسنيثا [9] ، وهي ثلاثة آلاف جريب ونيّف، وقريةُ يزيد كلّها، وهي أربعة آلاف جريب ومائة وثمانون جريبا، ومن ذَلِكَ ناحيةُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015