في صَفَر جاء منشورُ الولاية من الملكِ الكامل لابن أخيه الملك النّاصر داود [1] .
وتَحَرَّكَت الفرنج وانبثّوا في السَّواحلِ، لأنَّ الهُدنة فَرَغت [2] .
وفيها أغارَ المسلمونَ على أعمال صور، وغنِموا كثيرا من المواشي [3] .
وفيها نَزَلَ الملكُ العزيز عثمانُ ابن العادل على بَعْلَبَكّ ليأخذها من الملك الأَمْجَد، فأرسلَ إليه النّاصر داودُ يأمرُه بالرَّحيل عنها، فرحلَ، وقد حَقَد على النّاصر، فقالوا: إنَّه كاتبَ الملكَ الكاملَ، وحَثَّهُ على قَصْدِ دمشق، وإنّها في يده. فَقَدِمَ الكامل وانضاف إليه العزيزُ، وجاءه الملك المجاهد أسدُ الدِّين شيركوه من حمص، وكانت عنده ضَغِينة على المُعَظَّم، لكونِهِ نازلَ حِمْص وشعث ظاهرَها. فاستنجَدَ الملكُ النّاصر بعمّه الملكِ الأشرف، فجاء وأكرمه