قاضي القضاة، ونائبة نجم الدّين ابن خَلَف، وشرف الدِّين عبد الوهَّاب الحنفيّ، والعزيز ابن السّنْجاريّ.
وشنقَ ابن السَّقلاطونيّ العَدْل نفسَهُ بسبب مالٍ عليه للدّولة، طُولِبَ به، وكان عدلا مِن نيّف وأربعين سنة من شهودِ شرفِ الدِّين بن عَصْرون.
وفيها أحضر البكريُّ المحتسب، الجمال ابن الحافظ، والشَّرف الإرْبِلِّيّ، والبِرْزَاليُّ، وقرّر معهم أن يُرتّبوا «مُسْند» أحمد على الأبواب، وقرّر للجمال في الشّهر خمسين دِرهمًا، وللآخرين ستّين درهما، وبذل لهم الوَرَق وأجرة النّسّاخ، فما أظنّة تمّ هذا.
ومرض الملك المعظّم، فتصدّق وأخرج المسجونين، وأعطى الأشرافَ ألف غِرارة، وفرَّقوا على الفقهاء والصّوفيَّة وغيرهم ثمانين ألفا وخمسمائة غِرارة. وحَلَفَ مَنْ بالحضرة لولده النّاصر. واشترى ابن زُويزان حصانا أصفر للمعظَّم بألف دينار مصريَّة، وأحضرها، فأمر بالتّصدُّق بها بالمُصلَّى، فازدحم الخلْق لذلك، فمات ثمانية أنفُس. ثمّ مات المعظّمُ في آخر ذي القعدة عن تسع وأربعين سنة. وأوصى أنْ يغسّله الحَصِيريّ. مات قبلَ صلاة الجمعة.
ورمى ابنُه الكَلْوتة والمماليكُ، ولَطَمُوا في الأسواق، وقرأ النَّجيبُ في العزاء:
يَا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ 38: 26 [1] فضجّ النّاسُ [2] .
وقال أبو شامة [3] : فيها قَدِمَ رسول الأَنْبُرور ملك الفرنج من البحر، على