رحمة للعالمين، واختير من أرومةِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الّذي هو سيّد ولدِ آدم» ، ثمّ ذكر فصلا [1] .
قال ابن السّاعي: وخُلِعَتِ الخِلع، فبلغني أنّ عِدّتها ثلاثة آلاف خلعة وخمسُمائة ونيّف وسبعون خِلعة، وركب الخليفة ظاهرا لِصلاة الجمعة بجامع القصر، وركب ظاهرا يوم الإثنين الآتي في دِجلة بأبَّهَةِ الخلافة، ثمّ ركب والنّاس كافَّةً مُشاة، ووراءه الشَّمْسَةُ [2] ، والألوية المُذهّبة، والقِصَعُ تضرب وراء السّلاحيَّة، فقصد السُرادقَ الّذي ضُرِبَ له، ونزله به ساعة، ثمّ ركب وعاد في طريقه [3] .
وفيها التقى جلالُ الدِّين ملكُ الخُوارزْميَّة الكُرْجَ، وكانوا في جمْع عظيم إلى الغاية، فكسرهم، وأمر عسكره، أن لا يُبقوا على أحدٍ، فتتبَّعُوا المنهزمين، ولم يزالوا يستقصون في طلب الكُرج إلى أن كادوا يُفنونهم. ثمّ نازل تفليسَ وأخذها عَنوةً، وكانت دارَ مَلِكِ الكُرج، وقد أخذوها من المسلمين من سنة خمس عشرة وخمسمائة، وخرّبوا البلاد، وقهروا العباد، فاستأصلهم الله في هذا الوقت، «ولكلّ أجل كتاب» [4] .