ويشارك في الحديث والعربية. واعتمد في ذَلِكَ عَلَى أَبِيهِ، وأبي العَبَّاس الخَرُّوبيّ، وأقرأ النَّاس ببلده، وتصدّر بِهِ، وأخذ عَنْهُ جماعة. ووُلد في حدود سنة أربع وثلاثين وخمسمائة، وَتُوُفِّي في رَجَب، وَلَهُ خمسٌ وثمانون سنة.
وَقَالَ ابن مَسْدي في «مُعجمه» : أَبُو مُحَمَّد اللّبّصيّ، هُوَ وَأَبُوه في القراءات والحديث. فَكَانَ أبوه رأس المقرءين بالْأنْدَلُس في زمانه، فاحتذى أَبُو مُحَمَّد حذو أَبِيهِ، وتلقّى القراءات منه، فَكَانَ آخر من حدّث عَنْهُ. وأكثر عن أَحْمَد بن مُحَمَّد بن سَعِيد الخَرُّوبيّ. وَسَمِعَ بفاس من مُحَمَّد بن الرمّامة، وَأَبِي الحَسَن الكِنَانِيّ. قرأت عَلَيْهِ القراءات بالروايات واستفدت منه كثيرا. قَالَ: ومات في شعبان سنة ثمان عشرة. هكذا قَالَ ابن مَسدي.
وآخر من قرأ بالروايات عَلَى هَذَا الشَّيْخ أَحْمَد بن بشير القَزَّاز، وبقي القَزَّاز إلى سنة بضعٍ وسبعين.
611- عَبْد القادر بن دَاوُد [1] بن مُحَمَّد.
الفقيه أَبُو مُحَمَّد الواسطيّ.
قرأ القراءات على أبي بكر ابن البَاقِلّانيّ، وَسَمِعَ من أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عَليّ الكتّانيّ المُحتسب.
وورد بَغْدَاد، ودَرَّسَ، وأفْتَى، وَحَدَّثَ. وقد تَفَقَّه بواسط عَلَى المُجير محمود بن المبارك البَغْدَادِيّ.
ومات في ربيع الآخر.
612- عَبْد الكريم ابن الفقيه نجم ابن شرف الإسلام عبد الوهّاب [2] ابن