وفيها عُمِل عزاء شيخ الشيوخ ابن حَمَّوَيْه [1] بجامع دمشق، فتكلَّم واعظٌ وأنشدَ أبيات ابن سينا:
«هبطت إليكَ من المحلّ الْأرفع»
فأنكر القاضي الجمال المَصْرِيّ وَقَالَ: هذه الْأبيات قول زِنْديق، وأمره بالنُّزول فتعصَّبَ لَهُ جماعةٌ، فتمَّمَ ونَزَلَ، وسَكَّن المُعتمدُ العصبيّة بعد أن جُذِبت سكاكين.
ثُمَّ عُزل ابن الشِّيرَازِيّ من العزيزيّة بالآمديّ [2] .
وفيها قَتَلَ صاحبُ سِنْجار أخاه، فسارَ الملكُ الْأشرف إليها فأخذَها، وعوَّض صاحبَها الرَّقَة، فنزل من سنجار بأهله، وَهُوَ آخر ملوك البيت الْأتابكي، ومُدَّة مُلْكهم أربعٌ وتسعون سنة، ومات بعد أن تسلَّم الرَّقة بقليلٍ، وانقصفَ شبابُه ولم يُمتَّع بعد قَتْل أخيه [3] .
وفي رجَب كانت وَقْعَة البُرُلُّس، وكانت وَقْعَة هائلة بين الفرنج والكامل، قتل الكاملُ منهم عشرةَ آلاف، وأخذ غنائمهم وخيلهم، وانهزموا إلى دمياط [4] .