يعقوب، وساق خلفه إلى طُلَيْطُلة ونازلها، وضربها بالمنجنيق، وضيّق عليها، ولم يبق إلّا أخْذها، فخرج إليه والدة الفنْش وبناته وحريمه، وبَكَيْنَ بين يديه، وسألْنَه إبقاءَ البلد عليهنّ، فرقّ لهنّ ومَنّ عليهنّ بالبلد. ولو فتح طُلَيْطُلَة لفتح إلى مدينة النّحاس.
وعاد إلى قُرْطُبة وقسّم الغنائم، وصالح الفنش مدَّة [1] .
وقيل: إنّ هذه الوقعة كانت في سنة إحدى وتسعين.
وفيها وفي الّتي قبلها عاث ابن غانية الملثَّم، وخَلَت له إفريقية، وكان بالبرّيّة مع العرب، فعاود إفريقية، وخرّبت عساكره البلاد. فلهذا صالح يعقوب الفِرنج ورجع إلى المغرب لحرب الملثّم.