قُلْتُ: هُوَ مكان كَانَ يحضر فِيهِ وعظه الْإِمَام المستضيء من وراء حجاب، وتحضر الخلائق، فكان يعظ فِيهِ القَزْوينيّ مرّة، وابن الجوزيّ مرةً.

وَقَدْ رَوَى عَنْهُ «مُسْنَد إِسْحَاق بْن راهَوَيْه» [1] أَبُو البقاء إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد المؤدّب البغداديّ.

وروى عَنْهُ: ابن الدُّبِيثيّ، ومُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن أَبِي سهل الواسطيّ، والموفّق عَبْد اللّطيف بْن يوسف، وبالغ فِي الثّناء عليه وقَالَ: كَانَ يعمل فِي اليوم واللّيلة، ما يعجز المجتهد عَنْ عملهِ فِي شهر، ولمّا ظهر التَّشَيُّع فِي زمان ابن الصّاحب التمس العامّة منه يوم عاشوراء عَلَى المِنْبر أن يلعن يزيد فامتنع، ووثبوا عليه بالقتل مرّات، فلم يُرَعْ، ولا زَلَّ لَهُ لسانٌ ولا قَدَم، وخلص سليما. وسافر إِلَى قزوين.

قَالَ: وَفِي أيّام مجد الدّين ابن الصّاحب صارت بغداد بالكَرْخ، وجماعةُ منَ الحنابلة تشيّعوا، حَتَّى إنّ ابن الجوزيّ صار يسجع ويُلْغِز، إلّا رَضِيَ الدّين القَزْوينيّ، فَإنَّهُ تصلّب فِي دِينه وتشدّد [2] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015