خشيت [1] أنّي سأحرقها [2] ... إذ رأيت رأسي قَدِ اشتعلا
يا سراةَ الحيّ مثلُكُم ... يتَلافَى الحادثَ الْجَلَلا
قَدْ نزلنا فِي جواركُم ... فشَكَرْنا ذَلِكَ النُّزُلا
ثُمّ واجهْنا ظِباءكُم ... فلقِينا الهَوْلَ والوَهَلا
أَضَمِنْتُم أمْنَ جِيرتكمْ ... ثُمّ ما أمّنْتُمُ [3] السُّبُلا
ليتنا نلقى [4] السيوفَ ولم ... نلقَ تِلْكَ الأعينَ النُّجُلا
أشرعوا الأعطاف مايسة [5] ... حين أشرعنا القنا الذُّبُلا
واستفزَّتنا عيونُهُم ... فخلعنا البَيْضَ والأَسَلا
نُصروا بالحُسْن فانْتَهَبُوا ... كُلّ قلبٍ بالهوى خُذِلا [6]
عطَّلَتْني الغِيدُ مِن جَلَدي ... وأنا حلَّيْتُها الغَزَلا
حملت نفسي عَلَى فَنَنٍ [7] ... سُمْتها صبْرًا فَمَا احتملا
ثُمّ قَالَت [8] سوف نتركها ... سَلَبًا للحبّ أو نقلا
قلتُ: أمّا وَهْيَ قَدْ علِقَتْ [9] ... بأميرِ المؤمنين، فلا
ما عدا تأميلها ملْكًا ... مَنْ رآه أدْرَكَ الأَمَلا
فإذا ما الجودُ حركَّه ... فاض في كفّيه [10] فانهملا