وما دروا أنَّ دون حَوْزِتهِ ... مِنَ المنايا لأمرِهِ خَدَمُ

تتابعوا فِي عجاجتي لَجَبٌ ... تضيق عَنْهُ البِطاحُ والأكمُ

لا يحسبون الإمامَ من مُضَرٍ ... مرصده للعِدى بِهِ النَّقَمُ

حَتَّى إذا أبصروا كتائبَه ... حاروا فَمَا أقدموا ولا انهزموا

وقد تلقّاهم بمرهفة ... ما برحت من غمودها القممُ

فناشدوهُ الأمانَ والتزموا ... لأمره الطاعَة الّتي التزموا

وردَّ عَنْهُمْ عقابَه ملكٌ ... شِيمتُه العفْو حين يحتكمُ

للَّه دَرّ النّفوس هادية ... إذا أناسٌ عَنِ الرشاد عَمُوا

هُوَ الدّواء الَّذِي تزول بِهِ ... عَنِ القلوب الشّكوك والتُّهَمُ

ما ابتسمت والخطوب مظلمة ... إلّا انْجلَتْ بابتسامها الظُّلَمُ

يسمع إنشادها إذا ارْتَحَلَتْ ... غرائبُ الموت مَنْ بِهِ صَمَمُ

وَلَهُ:

يزهّدني فِي جُمَيْع الأنام ... قِلَّةُ إنصافِ مَن يُصحَبُ

وهل عرف النّاس ذو نُهْيَةٍ [1] ... فأمسى لهم فيهمُ مأرَب [2]

هم النّاس ما لم تجرّ بهم ... وطلس الذّئاب [3] إذا جرّبوا

ولَيْتَكَ تَسْلَمُ عِنْد [4] البِعادِ ... منهم فكيف إذا قُرِّبُوا

[5] ؟

أنْشَدنا مُحَمَّد بْن عَلِيّ الواسطيّ: أنشدنا عَبْد الرَّحْمَن بْن إِبْرَاهِيم، أنشدنا نصر بْن مَنْصُور لنفسه:

أُحِبُّ عليّا والبَتُولَ ووُلْدَها ... ولا أجحد الشَّيخيْن حقَّ التَّقدُّمِ

وأبْرأُ مِمَّنْ نال عُثْمَانَ بالأَذَى ... كَمَا أتبرّأ من ولاء ابن ملجم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015