نجم الدّين أَبُو البركات الخُبُوشانيّ [1] ، الصُّوفيّ، الفقيه الشّافعيّ.
قَالَ القاضي شمس الدّين [2] : كَانَ فقيها ورِعًا، تفقّه بنَيْسابور عَلَى مُحَمَّد بْن يَحْيَى وكان يستحضر كتابه «المحيط» حَتَّى قِيلَ أَنَّهُ عُدِم الكتاب فأملاه من خاطره. وَلَهُ كتاب «تحقيق المحيط» وَهُوَ فِي ستة عشر مجلدا رَأَيْته.
وقَالَ الحافظ المُنْذريّ: كَانَ مولده بأستوا بخبوشان في رجب سنة عشر وخمسمائة، وحدَّث عَنْ: أَبِي الأسعد هبة الرَّحْمَن القُشَيْريّ.
وقدم مصر سنة خمس وستين فأقام بالمسجد المعروف بِهِ بالقاهرة عَلَى باب الجوانية مدة، ثُمَّ تحوَّل إلى تربة الشافعيّ رحِمَه اللَّه، وتبتل لعمارة التربة المذكورة والمدرسة، ودرّس بها مدّة طويلة، وأفتى. ووضع فِي المذهب كتابا مشهورا.
وخُبُوشان قرية من أعمال نَيْسابور.
وقَالَ ابن خلّكان [3] : كَانَ السّلطان صلاح الدّين يقرّبه ويعتقد فِي علمه ودِينه، وعمَّرَ لَهُ المدرسة المجاورة لضريح الشّافعي، ورأيتُ جماعة من أصحابه، وكانوا يصفون فضله ودينه، وأَنَّهُ كَانَ سليم الباطن.
وقَالَ الموفَّق عَبْد اللَّطيف: كَانَ فقيها صوفيّا، سكن خانقاه السُّمَيْساطيّ بدمشق، وكانت له معرفة بنجم الدّين أيّوب، وبأَسَد الدّين أَخِيهِ. وكان قَشفًا فِي العيش، يابسا فِي الدّين، وكان يَقُولُ بمِلءِ فِيهِ: اصعد إلى مصر وأُزيل ملك بني عُبَيْد اليهوديّ. فَلَمَّا صعِد أسد الدّين صعد ونزل بمسجد، وصرّح