قَالَ العماد: ومن عجيب ما اتّفق لي أنّي وجدتُ هذين البيتين مَعَ أُخَر فِي ديوان أَبِي الْحُسَيْن أَحْمَد بْن منير الرّفّاء [1] المتوفّى سنة ثمان وأربعين وخمسمائة، وهي:

وصاحبٍ لا أملُّ الدّهرَ صُحبَتَه ... يسعى لنفعي وأجني ضُرَّه بيدي

أدنى إلى القلب من سمعي، ومن بصري ... ومن تِلادي، ومن مالي، ومن ولدي

أخلو ببثّي من خالٍ بوجنته ... مداده زائد التّقصير للمُدَد

[2] والأشبه أنّ ابن منير أخذهما وزاد عليهما [3] .

ولأسامة فِي ضرسِ آخر:

أعجب بمحتجب عَنْ كُلّ ذِي نَظَر ... صحِبْتُه الدَّهرَ لَمْ أَسْبِرْ خلائقه

حَتَّى إذا رابني قابَلْتُه فقضى ... حباؤه وإبائي أن أفارقه

وَلَهُ:

وصاحبٍ صاحَبَني فِي الصّبى ... حَتَّى تردَّيت رداء المَشيبْ

لَمْ يَبْدُ لي ستّين حولا، ولا ... بلوت من أخلاقه ما يريبْ

أفسَده الدّهر، ومن ذا الَّذِي ... يحافظ العهد بظهر المغيب؟

منذ افترقا لَمْ أصِبْ مثله ... عُمري ومثلي أبدا لا يصيب

وَلَهُ:

قَالُوا نَهَتْهُ الأربعون عَنِ الصّبا ... وأخو المشيب بحرم [4] ثمّت يهتدي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015