9- حياة بْن قَيْس [1] بْن رحّال [2] بْن سلطان.
الْأَنْصَارِيّ، الحرَّاني، الزَّاهد، شيخ حرّان وصالحها، قُدوة الزُّهاد بها.
كان عبدا صالحا، سَكّانًا، قانتا للَّه، صاحب أحوال وكرامات، وصدق وإخلاص، وجدُّ واجتهاد، وتعفُّف وانقباض.
كَانَتِ الملوك والأعيان يزورونه ويتبرَّكون بلقائه. وكان كلمة إجماع بَيْنَ بلده.
وقيل إنّ السّلطان نور الدّين بْن زنكي زَارَه واستشاره فِي جهاد الفِرَنج، فقوَّى عَزْمَه ودعا لَهُ، ولمّا توجّه السّلطان صلاح الدّين إلى حرب صاحب المَوْصِل دخل عَلَى الشَّيْخ حياة وطلب منه الدُّعاء، فأشار عليه بترك المسير إلى المَوْصِل، فلم يقبل، وسار إليها فلم يظفر بها.
ومن شيوخه: أَبُو عَبْد اللَّه الْحُسَيْن البواريّ الرجل الصّالح تلميذ الشَّيْخ مُجلّي بْن ياسين.
وللشّيخ حياة سيرةٌ فِي نحو مجلَّد كَانَتْ عِنْد ذُريته، فَلَمَّا استولت التّتار الغازانيّة عَلَى الشّام نُهِبت فيما نُهِب بالصّالحية. وَقَدْ بَلَغَنا عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ ملازما بحرّان نحوا من خمسين سنة لم تفته الجماعةُ إلّا من عُذرٍ شرعيّ.
وكان بَشُوش الوجه، ليِّن الجانب، رحيم القلب، سخيّا كريما، مُحِبًّا للَّه تَعَالَى، راجيا عفوه وكرمه، صاحبَ ليلٍ وتهجُّد.
انتقل إلى اللَّه تَعَالَى فِي ليلة الأربعاء سلْخ جُمادى الأولى سنة إحدى