وركبوا فِي البحر إلى الفِرَنج الّذين عَلَى عكّا، فَلَمَّا وصلوا ورأوا ما نالهم وما هُمْ فِيهِ منَ الاختلاف عادوا إلى بلادهم، فغرق بهم المراكب، ولم ينج منهم أحدٌ. وردّ اللَّه كَيْدهم فِي نحرهم [1] .
قَالَ ابن واصل [2] : ورد كتاب الملك الظّاهر من حلب إلى والده يخبره أَنَّهُ قَدْ صحَّ أنّ ملك الألمان قَدْ خرج من جهة القُسْطَنْطِينيَّة فِي عدةٍ عظيمة، قِيلَ إنّهم مائتا ألف وستّون ألفا تريد الْإِسْلَام والبلاد.
قُلْتُ: كَانَ هلاك هَذِهِ الأمّة منَ الآيات العظيمة المشهورة. وكان الحامل لخروجهم من أقصى البحار أخْذُ بيت المَقْدِس من أيديهم.
قَالَ ابن واصل [3] : وصل إلى السّلطان كتاب كاغيكوس الأرمنيّ صاحب قلعة الروم، وَهُوَ للأرمن كالخليفة عندنا.
نسخة الكتاب: «كتاب الدّاعي المخلص الكاغيكوس: فَمَا أطالع بِهِ مولانا [4] ومالكنا السّلطان الملك النّاصر، جامع كلمة الْإِيمَان، رافع عَلَم العدل والإحسان، صلاح الدّين والدّنيا [5] ، من أمر ملك الألمان، وما جرى لَهُ، فَإنَّهُ خرج من دياره، ودخل بلاد الهنْكر [6] غصْبًا ثُمَّ دخل أرض مقدَّم الروم، وفتح البلاد ونهبها، وأخذ رهائن ملكها، ولَدَه وأخاه، وأربعين نَفَرًا من جُلَسائه [7] ، وأخذ منه خمسين قنطارا ذهبا، وخمسين قنطارا فضّة، وثياب أطلس [8] مبلغا عظيما، واغتصب المراكب، وعدَّى بها إلى هَذَا الجانب، يعني فِي خليج قسطنطينيّة.