وفيها ولّي نيابة دمشق الأمير بدر الدّين مودود أخو الملك العادل لأمّه.
وقَالَ ابن الأثير [1] : اجتمع بصور عالم لا يُعد ولا يُحصَى، ومنَ الأموال ما لا يَفْنَى. ثُمَّ إنّ الرُّهبان والقُسُوس وجماعة منَ المشهورين لبسوا السّواد، وأظهروا الحزن عَلَى بيت المَقْدِس، فأخذهم بَتْرَكُ القُدس، ودخل بهم بلاد الفِرَنج يطوف بهم ويستنفرون الفِرَنج، وصوّروا صورة المسيح وصورة النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم وَهُوَ يضرب المسيح وَقَدْ جرحه، فعظُم ذَلِكَ عَلَى الفِرَنج، وحشدوا وجمعوا حَتَّى تهيّأ لهم منَ الرجال والأموال ما لا يتطرّق إِلَيْهِ الإحصاء، فحدّثني رجلٌ من حصن الأكراد من أجناد أصحابه الّذين سلّموه إلى الفِرَنج قديما، وكان قَدْ تاب وندم عَلَى ما كَانَ منه فِي الغارة مَعَ الفِرَنج عَلَى الْإِسْلَام.
قال [2] : دخل عليّ [3] جماعة منَ الفِرَنج من أَهْل حصن الأكراد إلى البلاد البحريّة فِي أربعة شواني يستنجدون. قَالَ: وانتهى بنا الطّواف إلى رومية الكبرى، فخرجنا منها وَقَدْ ملأنا الشّواني نُقْرَة.
قَالَ ابن الأثير [4] : فخرجوا عَلَى الصَّعْب والذَّلُول برّا وبحرا من كُلّ فجٍّ عميق، ولولا أنّ الله لطف بالمسلمين وأهلك ملك الألمان لمّا خرج إلى الشّام، وإلّا كَانَ يُقَالُ إنّ الشّام ومصر كَانتا للمسلمين.
قَالَ [5] : ونازلوا عكّا فِي منتصف رجب، ولم يبق للمسلمين إليها