وقَالَ سِبْط الجوزيّ [1] : قرَّبه النّاصر تقريبا زائدا [2] ، فبسط يده فِي الأموال، وسفك الدّماء، وسبّ الصحابة ظاهرا، وبَطَر بطَرًا شديدا، وعزم عَلَى تغيير الدّولة.
إلى أن قَالَ: وثب عليه فِي الدِّهْليز ياقوت شِحْنة بغداد فقتله، ووُجد لَهُ ما لَمْ يوجد فِي دُور الخلفاء.
قُلْتُ: وتُوُفّي النّقيب عَبْد الملك بْن عليّ بالسّجن، وكان خاصّا بابن الصّاحب والمنفّذ لمراسمه، وأُخرج، فَلَمَّا رأت العامَّة تابوته رَمَوْه، وشدّوا فِي رِجْله حَبْلًا وسحبوه، وأحرقوه بباب المراتب.
وَفِي شوّال عُزِل ابن الدريج عَنْ نيابة الوزارة، ثُمَّ نُفِّذ إلى جلال الدّين أَبِي المظفّر عُبَيْد اللَّه بْن يُونُس فوُلي الأمر. ثُمَّ استُدْعيَ يوم الجمعة إلى باب الحجرة، وخُلِعَ عليه خِلْعة الوزارة الكاملة، ولُقِّب يومئذٍ جلال الدّين، وقبَّل يد الخليفة وقَالَ لَهُ: قلَّدتك أمور الرعيَّة فقدِّم تقوى اللَّه أمامك [3] .
وَقَدْ كَانَ ابن يُونُس يشهد عِنْد قاضي القضاة أَبِي الْحَسَن بْن الدّامغانيّ، وتوقَّف مرَّةَ فِي سماع قوله. فَلَمَّا كَانَ هَذَا اليوم كَانَ قاضي القُضاة مِمَّنْ مشى بَيْنَ يديه. فَقِيل إنَّه قَالَ: لعن اللَّه طول العمر. ثُمَّ مات بعد أيّام فِي ذِي الحجّة [4] ، فوُلّي قضاءَ القُضاة بالعراق أَبُو طَالِب عليّ بن عليّ بن البخاريّ.