وفِيهَا رتّب حاجب الحُجاب أَبُو الفتح مُحَمَّد بْن الدّارع، وكان من حُجاب المناطق.
وفِيهَا قدِم رسولُ صلاح الدّين، وهو القاضي أَبُو الفضائل بْن الشّهرزوريّ، وبين يديه عشرة من أسرى الفِرَنج، وقدّم جواهر مثمنَة.
وفيها عُزل عَن نقابة النّقباء أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن الزّوال بأبي الهيجا نصر بْن عدنَان الزّينبيّ.
وفي شوّال مرض الخليفة وأرجف بموته، وهاش الغَوْغَاء ببغداد، ووقع نهبٌ، وركب العسكر لتسكيتهم، فتفاقم الضّرّ، وأتسَع الخَرْق، وركبت الأمراء بالسّلاح، وصُلِب جماعةٌ من المؤذّنين على الدّكاكين.
وكانت العامّة قد تسوّروا على دار الخلافة، ورموا بالنّشّاب فوقعت نشابةٌ فِي فرس النّائب ومعه جماعة، فتأخّروا من مكانهم.
وفيه وُقعَ للأمير أَبِي الْعَبَّاس أَحْمَد بولاية العهد.
وقال الوزير لمن حَضَرَ من الدّولة: اليوم الجمعة، وَلَا بُد من إقامة الدّعوة والجهة بنقشا [1] ، يعني امْرَأَة الخليفة قد بالغت فِي كتم مرض أمير المؤمنين، وَلَا سبيل إلى ذلك إلَّا بتيقُن الأمر، فإنْ كان حيّا جرت الخطبة على العادة، وإنْ كان قد تُوفيَ خَطَبنا لولده حيث وقّع له بولاية العهد.