وفي ذي القعدة خرج المستضيء إلى الكشك الَّذِي جدّده راكبا، والدّولة مُشَاة، ورآه النّاس، ودعوا لَهُ [1] .
وفِيهَا خُلِع على الظَّهير بْن العطّار بولاية المخزن [2] .
وفِيهَا عمل الوزير ابْن رئيس الرؤساء دعوة جمع فِيهَا أرباب المناصب، وخَلَع عليَّ، ونُصَب لي مِنْبر فِي الدّار، وحضر الخليفة الدّعوة، فلمّا أكلوا تكلَّمت، وحضر السّلطان والدّولة، وجميع علماء بغداد ووُعَّاظها إلَّا
النّادر [3] .
وفِيهَا أرسِل إلى صاحب المدينة تقليد بِمَكَّةَ، فجرت فتنة لذلك بِمَكَّةَ، وقُتل جماعة. ثمّ صعِد أميرُ مَكَّة المعزول، وهو مكثر بْن عيسى بْن فُليتَة، إلى القلعة الّتي على أَبِي قُبَيْس، ثمّ نزل وخرج عَن مَكَّة. ووقع النَّهب بمكّة، وأحرقت دور كثيرة [4] .
وحكى القليوبيّ في «تاريخه» أنّ الرَّكْب خرجوا عَن عَرَفَات، ولم يبيتوا بمُزْدَلِفَة، ومرّوا بها، ولم يقدروا على رَمْي الْجِمار، وخرجوا إلى الأبَطح، فبكّروا يوم العيد، وقد خرج إليهم من يحاربهم من مكّة، فتطاردوا وقتل