قَالَ الأَبّار: وكان مؤرّخا، نسّابة، فصيحا، جمع ما لا يوصف من الكتب، وحدَّث عَنْهُ: أَبُو الحَجّاج بْن الشَّيْخ، وأبو عَلِيّ الرنْديّ، وأبو مُحَمَّد بْن غلبون شيخنا.
399- مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن أَبِي عَلِيّ الحَسَن بْن أَحْمَد بْن الْحَسَن.
الأصبهانيّ، الحدّاد.
روى عَنْ: جَدّه، وأبي العبّاس أحمد بن أبي الفتح الخرقيّ، وغيرهما.
وأجاز لكريمة وحدَّث.
وكان خطيبا نبيلا، حريصا عَلَى الرواية، لَهُ فهم ومعرفة.
وقد سَمِعَ أيضا من: أَبِي مُطيع مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد الْمَصْرِيّ، وأبي سَعِيد المطرّز.
ووُلِدَ بنَيْسابور إذ أَبُوهُ بها، وحضر عند أَبِي سَعْد بْن أَبِي صادق، وغيره.
400- مُحَمَّد بْن أَبِي الحَكَم عُبَيْد اللَّه بْن مظفَّر [1] .
الباهليّ، ثُمَّ الأندلسيّ، ثُمَّ الدّمشقيّ، أَبُو المجد الطّبيب.
رئيس الأطبّاء بدمشق، ويُلقّب بأفضل الدَّولة.
كَانَ مَعَ براعته فِي الطّبّ بصيرا بالهندسة، لعّابا بالعود، مجوِّدًا للموسيقى، ولَهُ يدٌ فِي عمل الآلات. قد صنع أرغنا، وبالغ فِي تحزيزه.
اشتغل عَلَى والده أَبِي الحَكَم المُتَوَفّي سَنَة تسعٍ وأربعين. وكان السُّلطان نور الدِّين يُقدّمه ويرى لَهُ، وردّ إِلَيْهِ أمر الطّبّ بمارستانه الَّذِي أنشأه، فكان يدور عَلَى المرضى، ثُمَّ يجلس فِي الإيوان يُشغل الطَّلَبة، ويبحثون نحو ثلاث ساعات. وكان حيّا فِي هذا الوقت.
ولم يذكر ابن أَبِي أُصَيْبَعَة وفاته.