وسيّره صاحب مَكَّة قاسم بْن هاشم بْن فُلَيْتَة رسولا إلى الفائز خليفة مصر، فامتدحه بقصيدته الميميَّة [1] ، وهي:

الحمدُ للعيسِ [2] بعدَ العَزْمِ والهِمَمِ ... حَمْدًا يقومُ بما أَوْلَتْ [3] من النِّعَمِ

لا أجحد الحقّ [4] ، عندي للركابِ يدٌ ... تمنَّت اللُّجَمُ فيها رقبَة [5] الخطمِ

قَرَّبْنَ بُعد مزار العزّ من نَظَري [6] ... حَتَّى رَأَيْتُ إمام العَصر من أُمَمِ

ورُحْنَ [7] من كعبةِ البطحاء والحَرَم ... وَفْدًا إلى [8] كعبة المعروف والكَرَمِ

فهل دري البيت أَنّي بعد فُرْقته [9] ... ما سِرْتُ من حَرَمٍ إِلَّا إلى حَرَمِ

حيث الخلافةُ مضروبٌ سُرَادِقُها ... بين النّقيضَيْنِ من عفْوٍ ومن نَقَمِ

وللإمامةِ أنوارٌ مُقَدَّسَةٌ ... تجلو البغيضين مِن ظُلْمِ ومِن ظُلَمِ

وللنُّبُوَّةِ آياتٌ تُنَصّ [10] لنا ... عَلَى الخفيّين مِن حُكْمٍ ومِن حِكَمِ

وللمكارِمِ أعلامٌ تَعلِّمُنَا ... مدحَ الجزيلين من بأسٍ ومن كَرَمِ

وللعُلا ألْسُنٌ تُثْنِي محاوِرُها ... عَلَى الحميدين من فِعْلٍ ومن شِيَمِ

أقسمتُ بالفائز المعصوم معتقدا ... فوزَ النَّجَاةِ وأجَر البِرِّ فِي القَسَمِ

لقد حمى الدِّينَ والدّنيا وأهْلَهما [11] ... وزيرُه الصّالح الفرّاجُ للغم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015