أَبُو مُحَمَّد بْن الدّهّان البَغْداديُّ [1] ، النَّحْويّ، صاحب المصنَّفات.
سَمِعَ: أَبَا القاسم بْن الحُصَيْن، وأبا غالب بْن البنّاء، وغيرهما.
كتب عَنْهُ أَبُو سَعْد السّمعانيّ وقال: قال لي: ولدت سنة أربع وتسعين وأربعمائة. وهُوَ شابٌ فاضل لَهُ معرفة بالنَّحْو ويدٌ باسطة فِي الشِّعْر. شرح «الإيضاح» لأبي عَلِيّ الفارسيّ فِي ثلاثٍ وأربعين مجلَّدًا، وشرح «اللُّمَع» لابن جنّي فِي ثلاثٍ مجلَّدات.
وقال ابن الدُّبَيْثيّ [2] : سكن فِي أواخر عُمره بالمَوْصِل، وأخذ عَنْهُ أهلها.
وقال جمال الدِّين القفْطيّ [3] : رحل إلى أصبهان، وسَمِعَ بها، واستفاد من خزائن وقوفها، وكتب الكثير من الأدب بخطّه. وأخذ النَّاس عَنْهُ.
وخرج عَنْ بغداد قاصدا إلى دمشق، فاجتاز بالمَوْصِل وبها وزيرها جمال الدِّين مُحَمَّد الأصبهانيّ الْجَواد [الماضي ذكره] [4] فأكرمه وصدَره بالمَوْصِل للإفادة. وغرقت كُتُبُه ببغداد فِي غَيبته، ثُمَّ حُمِلت إِلَيْهِ، فشرع فِي تبخيرها باللّاذن ليقطع الرائحة الرَّدِيَّة، إلى أن بخّرها بنحوٍ من ثلاثين رطلا لاذنا [5] ، فطلع ذَلِكَ إلى رأسه وعينه، فأحدث له العمى.