ثمّ صحِب الشَّيْخ أحمد الغزاليّ الواعظ، وسَلَّكه، وجَرَت لَهُ أحوال ومقامات [1] .

كتب عَنْهُ أَبُو سعد السّمعانيّ وأثنى عليه كثيرا، قَالَ فِي «الذَّيْلِ» : عَبْد القاهر بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَمُّوَيْه- واسمه عَبْد اللَّه- بْن سعْد [2] بْن الحَسَن [3] بْن القاسم [4] بْن عَلْقَمَة بْن النَّضْر بْن مُعَاذ بْن عَبْدُ الرَّحْمَنِ [5] بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْر الصِّدّيق، من أهل سُهْرَوَرْد [6] . سكن بغداد، وتفقَّه فِي النّظاميَّة زمانا، ثمّ هبَّ لَهُ نسيم الإقبال والتّوفيق فدلّه عَلَى الطّريق، وانقطع عَنِ النّاس مدَّةً مديدة، ثمّ رجع ودعا إلى اللَّه، ورجع جماعة كثيرة بسببه إلى اللَّه وتركوا الدّنيا، وبنى رباطا لأصحابه عَلَى الشّطّ، وسكنه جماعة من الصّالحين من أصحابه.

حضرت عنده يوما فَسمعت من كلامه ما انتفعت بِهِ. وكتبتُ عَنْهُ وسألته عن مولده فقال: تقديرا في سنة تسعين وأربعمائة بسُهْرَوَرْد [7] .

وقال عُمَر بْن عليّ الْقُرَشِيّ: أَبُو النّجيب إمام من أئمَّة الشّافعيَّة، عَلَمٌ من أعلام الصُّوفيَّة، ذكر لي أَنَّهُ دخل بغداد، سنة سبع وخمسمائة، وسمع من ابن نَبْهان «غريب الحديث» لأبي عُبَيْد، وتفقّه عَلَى أسعد المِيهنيّ، وعلّق التّعليق وقرأ المذهب وتأدَّب عَلَى الفَصِيحيّ. ثمّ آثر الانقطاع وسلوك الطّريق، فخرج عَلَى التّجريد حافيا إلى الحجّ فِي غير وقته، وجَرَت لَهُ قِصَص. وسلك طريقا وَعِرًا فِي المجاهدات. ودخل أصبهان، وانقطع إلى أحمد الغزاليّ، فأرشده إلى اللَّه تعالى بواسطة الذَّكْر، ففتح لَهُ الطّريق، وجال في الجبال.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015