قلت: ونظير هذه الحكاية ما حَدَّثَنَا الفقيه أَبُو القاسم بْن مُحَمَّد بْن خَالِد قَالَ:

حدّثني شيخنا جمال الدّين يحيى بْن الصَّيرفيّ: سَمِعْتُ أَبَا البقاء النَّحْويّ قَالَ: حضرت مجلس الشَّيْخ عَبْد القادر، فقرءوا بين يديه بالألحان، فقلت في نفسي: تُرَى لأيّ شيءٍ لا يُنْكر الشَّيْخ هذا. فقال الشَّيْخ: يجيءُ واحدٌ قد قرأ أبوابا من الفِقْه يُنكر. فقلت فِي نفسي: لعلّ أَنَّهُ قصد غيري. فقال: إيّاك نعني بالقَول. فتبت فِي نفسي من اعتراضي عَلَى الشَّيْخ. فقال: قد قبل اللَّه توبتك [1] .

وسمعت شيخنا ابن تَيْميَة يَقُولُ: سَمِعْتُ الشَّيْخ عزّ الدّين أحمد الفاروثيّ [2] : سَمِعْتُ شيخنا شهاب الدّين السُّهْرَوَرْدِيّ يَقُولُ: عَزَمْتُ عَلَى الاشتغال بالكلام وأُصول الدّين، فقلت في نفسي: أستشير الشَّيْخ عَبْد القادر.

فأتيتُه فقال قبل أن أنطِق: يا عُمَر، ما هُوَ من عُدَّة القبر، يا عُمَر ما هُوَ من عُدَّة القبر.

قَالَ: فتركته [3] .

وقال أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن محمود المَرَاتِبيّ: قلت للشّيخ الموفَّق: هَلْ لسماع الحديث عند ابن شافع، فكلّ ما سمعناه لم ننتفع بِهِ.

قَالَ السّيف: يعني لنزول ذَلِكَ [4] . وذلك أنّهم سمعوا منه «المسند» و «البخاريّ» .

وقال شيخنا أبو الحسين اليُونينيّ [5] : سَمِعْتُ الشَّيْخ عزّ الدّين بْن عَبْد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015