ورحل إلى أصبهان فقرأ بها على: أَبِي الفتح أَحْمَد بْن مُحَمَّد الحدّاد، وأبي سَعْد المطرّز، وأبي عليّ الحدّاد.
وسمع من: أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الحافظ أبي بَكْر بْن مَرْدُوَيْه.
وسمع بهَمَذان من: ناصر بْن مهدي المشطبيّ، وبالدُّون [1] من عَبْد الرَّحْمَن بْن حَمْد الدّوني.
ودخل بغداد سنة خمسمائة فسمع بها: الْحُسَيْن بْن الطُّيُوريّ، وأبا القَاسِم عليّ بْن الْحُسَيْن الرَّبَعيّ، وأبا سَعْد بْن خشيش، وأبا الْحَسَن العلّاف، وجماعة.
وتفقّه على الإمام أبي بَكْر الشاشيّ. ورحل إلى واسط، وتفقّه على قاضيها أَبِي عليّ الفارقيّ.
وسمع بالكوفة، والبصرة، والحجاز. وصنَّف فِي الفقه، والحديث، والزُّهْد.
وحدَّث «بسُنَن النَّسَائيّ» ، عن الدُّونيّ.
قال أبو سَعد السَّمْعانيّ: فقيه، فاضل، زاهد، حَسَن السّيرة، عزيز النَّفسْ، سخيّ بما يملك، قانع بما هُوَ فِيهِ، كثير الصَّوم والعبادة. صنَّف تصانيفا فِي الفقه، وأورد فيها أحاديث بأسانيده. سَمِعت منه وسمع منّي.
وكان حسن الأخلاق دائم البشر، متواضعا. وكان له عمامة وقميص بينه وبين أخيه، إذا خرَج ذاك قعد ذا، وإذا خرج ذا قعد الآخر [2] .