وفيها جمع ملك الروم جَمْعًا عظيما، وقصد الشّام، فضاق بالمسلمين الأمر، فنصر اللَّه تعالى، وأُسر ابن أخت ملكهم، وغنم المسلمون، وعادوا خائبين [1] .
وفيها مات مُحَمَّد شاه ابن السّلطان محمود الَّذِي [2] حاصر بغداد. مات بهَمَذان [3] .
قال عَبْد المنعم بْن عُمَر المغربي فِي أخبار ابن تُومَرْت: وفي سنة أربع وخمسين توجّه أمير المؤمنين عَبْد المؤمن إلى بلاد إفريقية، فتجهّز فِي مائة ألف فارس مُحصاةٍ فِي ديوانه، ومعهم من السُّوقة والصُّنّاع والأتباع أضعافهم مِرارًا.
قال: وكان هذا الجمع الحفل يمشون بين الزُّرُوع فِي الطُّرُق الضّيّقة، فلا يكسرون سُنْبلة، ولا يطئونها من هيبة الأمير، وكان حملهم وأسواقهم مسافة فرسخين، وكلّهم يصلّون الخَمْس وراء إمام واحد بتكبيرة واحدة، ولا