بسم الله الرحمن الرّحيم
قدِم فِي أواخر سنة خمسين إلى بغداد السلطان سليمان شاه بن محمد بن ملك شاه مستجيرا بالخلافة، فخرج لتلقَيه ولد الوزير عون الدِّين، ولم يترجَّل أحدٌ منهما للآخر ولم يحتفل بمجيئه لتمكّن الخليفة وقوَّته، وكَثرة جيوشه.
فَلَمّا كان فِي نصف المحرَّم استُدعي إلى باب الحجرة، وحلف على النُّصْح ولُزوم طاعة أمير المؤمنين. ثُمَّ خُطِب له فِي آخر الشّهر [1] . وذُكر فِي الخطبة بعد اسم السّلطان سَنْجر ولُقب بألقاب أبيه.
وفي وسط صَفَر أُحضِر وألبس الخلعة والتّاج والسِّوَارَيْن، وقرّر بأنَّ العراق لأمير المؤمنين، ولا يكون لسليمان شاه إلّا ما يفتحه من بلاد خُرَاسان.
ثُمَّ خرج، فقدّم له الخليفة عشرين ألف دينار ومائتي كرّ، وخلع على أمرائه.
ثُمَّ سار الخليفة ومعه سُلَيْمَان شاه إلى أن وصل حُلْوان، ونفذ معه العسكر [2] .