حالَفَتْ أجفانَهُ سِنَة ... قتلتْ عُشّاقَه سَهَرا

يا خليليَّ اعْذُرا دَنِفًا ... يصْطَفي في الحبّ مَن غَدَرَا

وذَرَاني من مَلامِكُما ... إنّ لي في سَلْوتي نَظَرا [1]

وله [2] :

سقى اللَّه بالزَّوْراء من جانب الغرب ... مها وردت ماء الحياة من القلبِ

عفائف إلّا عَنْ مُعَاقَرَة الهَوَى ... ضعائف إلّا عَنْ مغالبةِ الصَّبِّ

تظلّمت من أجفانِهنّ إلى النَّوَى ... سِفَاهًا، وهل يُعْدَى البِعادُ عَلَى القُربِ

ولمّا دنا التّوديعُ قلتُ لصاحبي ... حَنَانَيْكَ، سِرْ بي عَنْ ملاحَظَة السِّرْبِ

إذا كانت الأحداق نوعا من الظُّبَى ... فلا شكّ أنّ اللَّحْظ ضَرْبٌ من الضَّرْبِ

تقضّي زماني بين بين وهجرة ... فحتّام لا يصحوا فؤادي من حُبِّ

وأهوى الّذي أهوى لَهُ البدرُ ساجدا ... أَلَسْتَ تَرى في وجهه أثَرَ التُّرْبِ

وأَعجب ما في خمر عينيهِ أيّها ... يُضاعف سُكْري كُلَّما أقْلَلْتُ شُرْبي

وما زال عُوّادي يقولون: من بِهِ ... وأَكتُمُهُم حتَى سألتُهُم: مَن بي

فصرت إذا ما هزّني الشَّوْقُ هزَّةً ... أُحِيل عَذُولي في الغرام عَلَى صَحْبي

وعند الصبي منّا حديثٌ كأنَّه ... إذا دار بين الشّرب رَيْحانة الشُّرْب

تنمُّ عَلَيْهِ نفحةٌ بالبليّة ... نمت من ثناياها إلى البارد العَذْبِ

تُراحُ لها الأرواحُ حتّى تظنّها ... نسيمَ جمال الدّين هبّ عَلَى الرَّكْبِ

وخرج إلى مديح الوزير جمال الدّين أَبِي المحاسن عليّ بْن محمد.

ومن شِعْره:

يا هِلالًا لاح في شَفَقٍ ... أَعْفِ أَجْفاني من الأرَقِ

فُكَّ قلبي يا معذّبه ... فهو من صدغيك في حنق [3]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015