للقَيْسَرانيّ [1] في زمانه، وهما كَفَرسَيْ رِهان، وجوادَيْ مَيْدان. وكان القَيْسرانيّ سنِّيًا متورِّعًا، وابن منير غاليا متشَيّعًا. وكان مقيما بدمشق إلى أن أحْفَظ أكابرها، وكدَّر بهَجْوه مواردها ومصادرها، فأوى إلى شَيْزَر، وأقام بها. ورُوسل مِرارًا في العَوْد إلى دمشق، فأبي، وكتب رسائل في ذَمّ أهلها.

واتَّصل في آخر عمره بخدمة نور الدّين، ووافى [2] إلى دمشق رسولا من جانبه قبل استيلائه عليها.

ومن شِعْره:

أحلى الهوى ما تُحِلُّهُ [3] التُّهَمْ ... باح بِهِ العاشقون أو [4] كتموا

ومُعْرِضٌ صرَّحَ الوُشاةُ لَهُ ... فعلَّموه قتلي وما علموا

يا ربّ خُذْ لي من الوُشاةِ إذا ... قاموا وقُمْنا إليك [5] نحتكمُ

سَعَوْا بنا لا سَعَتْ بهم قَدَمٌ ... فلا لنا اصطلحوا [5] [6] ولا لهُمُ [7]

وله:

وَيْلي من المُعْرِضِ الغَضْبان إذْ نقل ... الواشي إِلَيْهِ حديثا كُلُّهُ زُور

سَلَّمْتُ فازْوَرَّ يَزْوي [8] قوسَ حاجِبهِ [9] ... كأنّني كأس خَمْرٍ وهْوَ مخْمُور [10]

وشِعْره سائر.

وتُوُفّي سنة ثمان، وقيل: سنة سبْعٍ. لا، بل في جُمادَى الآخرة سنة ثمان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015