العسكر وتهيّأ وبعث البريد إلى السّلطان مسعود يستحثّه، فلم يتحرّك، فبعث إِلَيْهِ عمّه سَنْجَر يَقُولُ لَهُ: قد أخربت البلاد في هوى [ابن] [1] البلنكريّ، فنفّذه هُوَ، والوزير، والجاوليّ، وإلّا ما يكون جوابك غيري.
فلم يلتفت لسَنْجَر، فأقبل سَنْجَر حتّى نزل الرّيّ، فعلم مسعود، فسار إِلَيْهِ جريدة، فترضّاه وعاد. ثمّ قدِم بغداد في ذي الحجَّة واطمأنّ النّاس [2] .
وفيها حجّ بالعراقيّين نَظَر الخادم، فمرض من الكوفة فردّ، واستعمل مكانه قَيْماز الأُرْجُوانيّ. ومات نَظَر بعد أيّام [3] .
وفي ذي الحجَّة جاءت زلزلة عظيمة، وماجت بغداد نحو عشْر مرّات، وتقطّع بحُلْوان جبلٌ من الزّلزلة. وهلك عالَمٌ من التُّرْكمان [4] .
وفيها مات صاحب المَوْصِل سيف الدّين غازي بْن زنْكيّ، ومَلَك بعده أخوه مَوْدُود. وعاش غازي أربعا وأربعين سنة. مليح الصّورة والشَّكْل، وخلّف ولدا تُوُفّي شابّا، ولم يُعْقِب [5] .