وفيها راسل زنكيّ بن آقْسُنْقُر صاحب حلب تاج الملوك بوري يلتمس منه إنفاذ عسكره ليحارب الفرنج، فتوثّق منه بأيْمانٍ وعُهُود، ونفّذ إلى زنكيّ خمسمائة فارس، وأرسل إلى ولده سونج وهو على حماة أن يسير إلى زنكيّ، فأحسن ملتقاهم وأكرمهم، ثمّ عمل عليهم، وغدر بهم، وقبض على سونج وجماعة أمراء، ونهب خيامهم، وهرب الباقون [1] .
ثمّ زحف إلى حماة فتملّكها [2] ، ثمّ ساق إلى حمص، وغدر بصاحبها خرخان [3] بن قُراجا واعتقله، ونهب أمواله، وتحلّف منه أن يسلّم حمص، ففعل، فأبى عليه بوّابه بها، فحاصرها زنكيّ مدَّة، ورجع إلى الموصل [4] ومعه سونج، ثمّ أطلقه بمالٍ كثير [5] .
وفيها قُتِلَ صاحب مصر الخليفة الآمر بأحكام الله [6] .