وفوّض إلى زنكي الموصل، فسار إليها [1] .
ومات عزّ الدّين مسعود بن آقْسُنْقُر البُرْسُقيّ في هذه السّنة. وكان قد وصل إلي الموصل بعد قتل والده، واتّفق موتُه بالرَّحْبَة [2] ، فإنه سار إليها. وكان بطلًا شجاعًا، عالي الهمَّة. ردّ إليه السُلطان جميع إقطاع والده، وطمع في التّغلُّب على الشّام، فسار بعساكره، فبدأ بالرَّحْبَة، فحاصرها، ومرض مرضًا حادّا، فتسلّم القلعة، ومات بعد ساعة، وبقي مطروحا على بساط، وتفرّق جيشه، ونهب بعضُهم بعضًا، فأراد غلمانه أن يُقيموا ولده، فأشار الوزير أنوشروان بالأتابك زنكي لحاجة الناس إلى من يقوم بإزاء الفرنج [3] ، لعنهم الله.
وَفِيهَا سُئِلَ أبو الفتوح الأسفرائينيّ فِي مَجْلِسِهِ بِبَغْدَادَ عَنِ الْحَدِيثِ: «لَمْ يَكْذِبْ إِبْرَاهِيمُ إِلَّا ثَلَاثَ كَذِبَاتٍ» . فَقَالَ: لَمْ يَصِحَّ [4] .
[خبر الإسفرائيني] أبو الفتوح الإسفرائيني، رضوان الله عليه من كبار أهل السُّنَّة ومن ذوي الكرامات الظاهرة. وما نسب إليه من الاستخفاف بالقرآن كذب وزور هو وغيره