وسار طائفة مِن الشّام إلى بغداد يستنفرون النّاس، واجتمع عليهم خلْق مِن الفُقهاء والمطّوّعة، واستغاثوا وكسروا منبر جامع السّلطان، فوعدهم السّلطان بالجهاد. ثمّ كثُروا وفعلوا أبلغ مِن ذَلِكَ بكثير مِن جامع القصر، وكثُر الضّجيج، وبَطَلت الجمعة، فأخذ السّلطان في أُهبة الجهاد [1] .
وفيها عُزِل وزير السّلطان محمد نظام المُلْك [بْن] أحمد بْن نظام المُلْك ووَزَر الخطير محمد بْن حسين الميَبْذيّ [2] .
وفي رمضان دخل الخليفة ببنت السّلطان ملك شاه، وزُيّنت بغداد وعُمِلت القِباب، وكان وقْتًا مشهودًا [3] .
وفيها هبّت بمصر ريح سوداء مظلمة أخذت بالأنفاس، حتّى لَا يبصر الرجل يده، ونزل عَلَى النّاس رمل، وأيقنوا بالهلاك. ثمّ تجليّ قليلًا وعاد إلى الصفّْرَة. وكان ذلك من العصر إلى بعد المغرب [4] .