كَانَ جدّ في قتالهم، فجُرِح وسَلِم، فحينئذ خرّب السّلطان قلعة خالنجان، وجدّد الحصار عليهم. فطلبوا أنّ ينزل بعضهم، ويرسل السّلطان معهم من يحميهم إلى قلعة الناظر بأَرَّجَان، وهي لهم، وإلى قلعة طَبَس، وأن يقيم باقيهم في ضرس [1] القلعة، إلى أنّ يصل إليهم من يخبرهم بوصول أصحابهم. فأجابهم إلى ذَلِكَ، وذهبوا، ورجع من أخبر الباقين بوصول أولئك إلى القلعتين. فلم يسلّم ابن غطاس [2] النّاس الذين احتموا فيه [3] ، ورأى السّلطان منه الغدر [4] والرجوع عما تقرر، فزحف الناس عليه عامة، في ثاني ذي القعدة. وكان قد قل عنده من يمنع أو يقاتل، وظهر منه بأسٌ شديد، وشجاعة عظيمة، وكان قد استأمن إلى السّلطان إنسانٌ من أعيانهم فقال: أَنَا أدلكم عَلَى عورة لهم، فأتى بهم إلى جانب السّنّ لا يُرام فقال: اصعدوا من هاهنا. فقيل: إنّهم قد ضبطوا هذا المكان وشحنوه بالرجال. فقال: إنّ الّذي ترون أسلحة وكُزاغنْدات [5] قد جعلوها كهيئة الرجال، وذلك لقلّتهم.

وكان جُمَيْع من بقي ثمانين رجلًا. فصعد النّاس من هناك، وملكوا الموضع، وقتلوا أكثر الباطنيّة، فاختلط جماعة منهم عَلَى من دخل فسلموا، وأُسِر ابن غطاس [6] ، فشهر بأذربيجان، وسُلِخ، فتجلّد حتّى مات، وَحُشِيَ جِلْدُهُ تبْنًا، وقتل ولدُه، وبُعث برأسيهما إلى بغداد. وألْقَتْ زوجته نفسها [7] من رأس القلعة فهلكت. وضرب محمد القلعة [8] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015