ليحجّ القدس، فأُخِذ بأرض صيداء وذهبت حينئذ عينُه.

ودار في بلاد الشّام بزيّ التُّجّار [1] ، فلمّا توفّي السّلطان ملك شاه واختلفت الكلمة دخل إلى بلاده، وجمع الإفرنج للحجّ، ودخل أنطاكيّة، وحارب المسلمين مرّات، وتمكّن. ثمّ شنّ الغارة من حصنه، فبرز لَهُ ابن عمّار من طرابُلُس، وكبس الحصن بغتةً، فقتل من فيه، ورمى النّيران في جوانبه، ورجع صَنْجيل، فدخل الحصن، فانخسف بِهِ سقفُهُ، ثمّ مرض وغُلِب، فصالح صاحبَ طرابُلُس. ثمّ مات في سنة ثمانٍ [2] .

فقام بعده ابن أخيه [3] ، وجَد في حصار طرابُلُس، والأمر بيد اللَّه تعالى.

[وفاة الأمير سقمان بن أرتق]

وفيها توفي الأمير سُقْمان بْن أُرْتُق، وقد كان فخر الملك ابن عمّار صاحب طرابُلُس كاتبه واستنجد بِهِ، فتهيأ لذلك، فأتاه وهو عَلَى العزْم كتاب طُغْتِكِين صاحب دمشق: بأنّي مريض أخاف إنّ متّ أن تملك الإفرنج دمشق، فأقدم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015